كشف البنك التونسي العربي (ATB) عن مؤشرات نشاطه للربع الثاني من عام 2025، والتي أظهرت أداءً متبايناً، حيث قاد نمو الودائع والإيرادات المشهد الإيجابي، بينما برزت تحديات على صعيد الربحية بسبب ارتفاع التكاليف.

قفزة في حجم الودائع والإيرادات
سجل ATB نمواً ملحوظاً في قاعدة تمويله، حيث قفزت إجمالي ودائع العملاء إلى 6,781.3 مليون دينار بنهاية جوان 2025، مقارنة بـ 6,275.8 مليون دينار في الفترة ذاتها من العام السابق، مسجلةً نمواً صلباً بنسبة 8.06%.

وانعكس هذا النمو على أنواع الودائع المختلفة، حيث ارتفعت الودائع تحت الطلب (الحسابات الجارية) بـ 153.7 مليون دينار (+7.36%)، بينما قفزت ودائع التوفير بـ 126.6 مليون دينار (+7.42%).

بدورها، قفزت إيرادات التشغيل المصرفي (الإجمالية) إلى 401.4 مليون دينار، محققةً نمواً بمقدار 15 مليون دينار، وبنسبة 3.88% على أساس سنوي.

ضغوط على التكاليف والربحية
في المقابل، واجه البنك ضغوطاً على جانب التكاليف، حيث قفزت مصروفات التشغيل المصرفي (بما فيها الفوائد المدفوعة) بنسبة كبيرة بلغت 11.02%، لتصل إلى 226.7 مليون دينار.

كما ارتفعت المصروفات التشغيلية (بما فيها مصاريف الموظفين والتشغيل) بنحو 9%، لتسجل 127.4 مليون دينار في نهاية الفترة.

هذا الارتفاع في التكاليف أدى إلى تراجع في صافي الدخل المصرفي للمرة الأولى، حيث انخفض إلى 174.7 مليون دينار، مقارنة بـ 182.3 مليون دينار في نفس الفترة من العام الماضي، مسجلاً تراجعاً نسبته 4.17%.

يختزل أداء ATB في هذا التقرير واقع العديد من البنوك في البيئة الاقتصادية الحالية: نمو في حجم النشاط والودائع، يقابله ضغط على هوامش الربحية بسبب ارتفاع تكلفة الموارد وتزايد المنافسة.

يظل التحدي الأكبر للبنك يتمثل في إدارة هذه المعادلة الصعبة، عبر تعزيز كفاءة التكاليز، والتركيز على مصادر الإيرادات غير التقليدية، لضمان عوائد مستدامة للمساهمين في الأمد الطويل.

تعليق حر
مقالات ذات صلة
التصنيفات

لا ردود حتى الان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *