نشر البنك الدولي الأسبوع الفارط مذكرة بعنوان “مواصلة المسيرة لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” اشاد فيها بنجاح سيدة اعمال تونسية هي ان فاطمة بن سلطان. واشار التقرير من جهة اخرى الى ان الحرب في أوكرانيا في أسوأ الظروف مع تداعي الآفاق الاقتصادية العالمية، مذكرا بانها تأتي وسط مجهودات أغلب بلدان العالم للتعافي من جائحة كورونا (كوفيد-19). 

وابرز التقرير على وجود علامات تبعث على التفاؤل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل ما تبرزه قيادات نسائية وسيدات أعمال تنشطن بجد وبنجاح في عدة ميادين كالهندسة المعمارية للمباني الخضراء والتحول الرقمي، وريادة الاعمال.

ولفت الى ان 17 بالمائة من النساء في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، يعملن في مجال ريادة الأعمال، وان 35 بالمائة من النساء يطمحن إلى أن يصبحن رائدات أعمال. مشددا على ان ذلك يعني أن أكثر من نصف النساء في البلدان النامية يعتبرن ان ريادة الأعمال تمثل طريقاً لتحقيق مستقبل أفضل بالمقارنة مع 25 بالمائة في البلدان مرتفعة الدخل. وانه استنادا الى ذلك تُعد مساندة نمو منشآت الأعمال التي تقودها نساء أمراً حيوياً، لاسيما في البلدان منخفضة الدخل والبلدان التي تعاني من أوضاع الهشاشة والصراع حسب مذكرة البنك الدولي.

واكد التقرير ان النساء ارتقين إلى مستوى التحدي على الرغم من الظروف المناوئة، وفي هذا السياق أشاد البنك الدولي بنجاح سيدة الاعمال الناشطة في تونس “فاطمة بنت سلطان” في مجال احداث المؤسسات وهي التي أطلقت علامتها التجارية للملابس الرياضية في 2019 جاهدةً إلى توسعة نشاطها بسبب التضييق على مستوى منح التمويلات زمن الجائحة لافتا الى انها استطاعت الحصول على بعض التمويل من صندوق لرأس مال المُخاطر تسانده مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي، ومبادرة تمويل رائدات الأعمال، والى انها ركَّزت نشاطها على المنتجات المستدامة التي تُقلِّل نفايات المنسوجات، ونجحت في زيادة إيراداتها ثلاثة أضعاف في العام الماضي. 

ولكن وفقاً لما ورد في تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون، مازالت النساء يواجهن عقبات عملية وتنظيمية كبيرة تحول دون نجاحهن كرائدات أعمال. وحسب تجارب ميدانية، ربما يكون تعذر الحصول على التمويل هو أكبر العوائق التي تواجهها منشآت الأعمال التي تقودها نساء، وتعد قيود الضمانات والأعراف الاجتماعية أسباباً رئيسية لهذه الفجوة في مجال التمويل التي تواجهها مؤسسات الأعمال التي تديرها المرأة. وقد تساعد زيادة سيطرة المرأة على الشؤون المالية بربط الحصول على حسابات بنكية بالتدريب على المهارات في تغيير الأعراف الاجتماعية المحافظة وزيادة الفرص المتاحة للنساء.

من جهة اخرى ذكر التقرير بين الآثار الفورية لهذه الحرب ذلك الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأولية، الأمر الذي يثير القلق بشأن الأمن الغذائي وأمن الطاقة اذ قفزت أسعار القمح نحو 30 بالمائة مما يضر بشعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعيش في بلدان تعتمد على الواردات من أوكرانيا أو روسيا.

ولا يقتصر الضرر، وفقا للبنك الدولي، على هذا الجانب فحسب، فالأسعار المرتفعة للسلع الأولية لها تداعيات أوسع نطاقاً.ومن المرجح أن تؤدي إلى تفاقم تحديات الديون وغيرها من تحديات المالية العامة في كثيرٍ من اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، لاسيما تلك التي تعتمد على الواردات. وقد تزداد الضغوط على أنظمة دعم الغذاء والطاقة، وتدابير الحماية التجارية، وضوابط الأسعار، الأمر الذي يزيد الأعباء على المالية العامة. وفي هذا الوقت الذي تَقلَّص فيه الحيز المتاح للإنفاق في إطار المالية العامة بشكل كبير بسبب الجائحة، قد تُضطر كثيرٌ من البلدان إلى خفض الإنفاق في مجالات ذات أولوية من بينها البرامج التي تساند تمكين الفتيات والنساء. 

وفي خضم هذه المعطيات التي وصفتها المؤسسة المالية الدولية بـ “المثيرة للقلق”.

يذكر ان البنك الدولي كان قد أكد أواخر مارس الفارط أن سبل الحصول على التمويل لا تزال تشكل معوقاً كبيراً أمام تطوير الشركات الناشئة ومؤسسات الأعمال الصغيرة ومتوسطة الحجم في تونس. وتحتاج المنظومة المالية إلى المزيد من التطوير وتتسم بالعزوف عن تحمل المخاطر. كما أن ثمة مجالاً محدوداً للاستثمار المباشر في أسهم رأس المال، ورأس المال المُخاطِر. 

تعليق حر
مقالات ذات صلة
التصنيفات

لا ردود حتى الان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *