منذ نوفمبر 2024، كانت علامة Lilas هي الأكثر تداولًا في وسائل التواصل الاجتماعي في تونس مقارنة بباقي العلامات التجارية، وذلك حسب تطبيقات اليقظة الرقمية Veille Digitale. على سبيل المثال، تفاعل أكثر من مليون ونصف حساب على موقع فايسبوك مع منشورات العلامة من خلال النشر أو التعليق أو التفاعل، وكل ذلك على خلفية حملة التسويق الواسعة التي أطلقها المجمع.
موجة التفاعل الواسعة كانت على خلفية طرح مجمع Lilas منذ أشهر لباقة من المنتجات الجديدة Lilas Cosmetics في السوق التونسية، وذلك بعد افتتاح مصنع جديد في منطقة الزريبة بزغوان. كما نشطت الشركة في حملة تسويقية واسعة اختارت أن تكون واجهتها كل من الممثل ضافر العابدين ولاعبة التنس أنس جابر .
لكن ما يلفت الانتباه هو تصاعد الانتقادات لمنتجات العلامة بشكل حاد وواسع من خلال حسابات تقوم بنشر تدوينات على شكل تجربة الحريف Customer Experience، يتم من خلالها نقد المنتج وآثاره السلبية مع اختيار بعض الصور، ما يخلق حملات تفاعل واسعة. وبتتبع هذه الحسابات، يتبين أن جزءًا واسعًا منها ليست حسابات موثقة، إذا لم نقل إنها حسابات وهمية، تعتمد على أسماء وصور غير حقيقية مع حساب مغلق أو غير ناشط كان صاحبه قد أنشأه لمهمة محددة. أكثر من ذلك، حاول موقعنا Brands.tn أن يتواصل مع عدد من هذه الحسابات لتوثيق الإشعار والتثبت من صدقيته، لكن هذه الحسابات لا ترد ومعدومة النشاط.
على سبيل المثال، هذا الحساب المغلق وعديم النشاط، والذي يحتوي على صورة واسم غير حقيقي، يقوم بنشر تدوينة تهاجم منتجات Lilas الجديدة، لتكون التعليقات والتفاعلات بالآلاف.
هذا حساب آخر بنفس المواصفات يقوم بنشر تدوينة مماثلة، ويضيف صاحبها أنه قرر مقاطعة منتجات Lilas ليختار منتجًا آخر منافسًا لها وهو منتج لعلامة أجنبية لها تواجد في السوق التونسية.
حسابات اخرى باسماء غير صحيحة وغياب لاي معلومة يهاجم منتجات Lilas بنفس الرسالة لكن باسلوب اخر
تجدر الاشارة الى ان موقعنا Brands.tn حاول التواصل مع اكثر من 50 حساب لتوثيق مصداقية اشعاراتها والتجارب التي نشرت على الانترنت لكن لم نتلقى ردودا.
التأثير النفسي والاجتماعي للحملات الإعلامية
علميًا، يعرف هذا النوع من الحملات الإعلامية باسم “القصف الإعلامي” (Matraquage Media)، حيث يتم استهداف اللاوعي الجماعي لتشكيل رأي عام سلبي حول منتج أو قضية. التركيز على الجوانب الصحية في الانتقادات يزيد من التأثير النفسي على المتلقي، خاصة في سياقات تتعلق بالسلامة الصحية.
ردود الفعل والتضامن مع المنتج المحلي
في المقابل، رصد العديد من رواد الإنترنت هذه الحسابات المشبوهة ونشروا تعليقات تنتقد استهداف منتج تونسي بوسائل غير أخلاقية. كما شارك البعض تجارب إيجابية مع منتجات Lilas Cosmetics، مما يضع رواية هذه الحسابات موضع تساؤل.
الرأي العلمي والاقتصادي
من الناحية العلمية، تخضع المنتجات المصنوعة في تونس لرقابة صحية صارمة وفق المعايير الدولية، خاصة في قطاع مستحضرات التجميل. وبالتالي، فإن الادعاءات المتعلقة بأضرار صحية تتطلب أدلة علمية موثوقة لا يمكن أن تأتي من مصادر غير موثقة.
اقتصاديًا، يشكل نجاح مشروع Lilas Cosmetics إضافة هامة للصناعة الوطنية، حيث يسهم في تعزيز القيمة المضافة محليًا وتوفير فرص عمل. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان الجودة واستدامة الابتكار لتلبية تطلعات المستهلكين.
دعوة إلى التوازن والاحترافية
في الختام، لا ندافع عن منتجات Lilas Cosmetics بشكل مطلق، فالاراء البنائة من الحرفاء الحقيقيين ضروري لتحسين الجودة وتطوير المنتج. ولكن من غير المقبول أن يتم استهداف علامة تونسية ومنتوج تونسي بأساليب تدميرية تعتمد على حسابات غير موثقة.
على الشركة أن تعزز قنوات التواصل مع حرفائها، وتصغي إلى آرائهم، مع تعزيز استثماراتها في البحث والتطوير لتحسين منتجاتها. وفي المقابل، يجب أن يحظى أي منتج تونسي بحماية من الحملات غير الأخلاقية، لأنه يمثل مكسبًا وطنيًا يحتاج إلى دعم جميع التونسيين.
في الختام سنعود في مقال وفيديو لاحق بتحليل للجانب الاتصالي خاصة لمفعول اختيار كل من لاعبة التنس انس جابر والممثل ضافر العابدين لتمثيل الحملة التسويقية لمنتجات Lilas Cosmetics وانعكاسات هذا الخيار من الناحية الاتصالية خاصة من حيث التموضع (Positionnement) والاستهداف Ciblage ورفع حجم التوقعات .
مريم س
لا ردود حتى الان