يعد السرد القصصي (Storytelling) من أكثر التقنيات الإعلانية التي تلقى رواجًا في عالم التسويق الحديث، فهو لا يعتمد فقط على الترويج المباشر للمنتج، بل يسعى إلى شد انتباه المشاهد وخلق ارتباط عاطفي بينه وبين العلامة التجارية من خلال قصة تمسّه وتعكس جزءًا من حياته وقيمه. في شهر رمضان لهذا العام، شاهدنا العديد من الإعلانات، لكن من بين القلائل التي تبنّت هذا الأسلوب كان إشهار ليلاس كوسميتيك، الذي ظهر فيه الممثل التونسي ظافر العابدين.

التقاطع بين قصة ليلاس كوسميتيك وظافر العابدين

اعتمد الإشهار على تقنية السرد القصصي، حيث سعى إلى إبراز التشابه بين قصة نجاح ظافر العابدين ومسيرة ليلاس كوسميتيك. ظافر العابدين يمثل النموذج الملهم للتونسي الذي بدأ من الصفر وتمكن من تحقيق النجاح داخل تونس وخارجها، وهو رمز للعزيمة والاجتهاد. من جهة أخرى، ليلاس كوسميتيك هي شركة تونسية بدأت صغيرة، ثم تطورت ونجحت في اختراق الأسواق الدولية، مما يعكس نفس القيم من المثابرة والجودة. هذا التشابه لم يكن مجرد صدفة، بل كان حجر الأساس في الحملة الإعلانية، حيث جعل الجمهور يشعر بأن المنتج ليس مجرد سلعة، بل جزء من الهوية التونسية.

العناصر الإبداعية في الإشهار

  1. السرد البسيط والمؤثر كان الإشهار بصوت ظافر العابدين، بأسلوب بسيط ومؤثر، يتحدث عن الأشياء التي تجعلنا تونسيين، مثل:
  • لمة العائلة
  • ريحة الياسمين
  • مشاهدة المباريات في المقهى
  • التفاصيل الصغيرة التي تعطي للحياة نكهة تونسية
  1. التصوير والتعبير عن الهوية التونسية اختيرت مواقع التصوير بعناية لتعكس الهوية التونسية بكل تفاصيلها، حيث شمل الإشهار مشاهد من:
  • سيدي بوسعيد بألوانها المميزة
  • لمة العائلة حول مائدة الإفطار
  • الاحتفال بانتصار المنتخب التونسي
  • الأطفال وهم يلعبون في الشارع
  • المعجبين الذين يلتقطون صورًا ذاتية (سيلفي)
  1. الرسالة الإشهارية الواضحة لم يكن الهدف فقط الترويج لمنتجات ليلاس كوسميتيك من حيث الجودة، بل أيضًا التأكيد على أنها علامة تونسية أصيلة تمثل جزءًا من هويتنا، تمامًا كما يمثل ظافر العابدين قصة نجاح تونسية مشرفة. هذه الاستراتيجية عززت شعور الفخر لدى المشاهد، مما جعله أكثر تقبلاً للمنتج.

أثبت إشهار ليلاس كوسميتيك مع ظافر العابدين أن التسويق لم يعد مجرد عرض للمنتج ومزاياه، بل أصبح أداة لحكاية قصص تلامس وجدان الجمهور. عبر الجمع بين قصة النجاح الفردي لظافر العابدين وقصة النجاح المؤسسي لليلاس كوسميتيك، استطاعت الحملة خلق رابط عاطفي قوي مع المستهلك التونسي، مما يعكس ذكاءً تسويقيًا عاليًا ويجعلها واحدة من أبرز الإعلانات الرمضانية لهذا العام.

تعليق حر
مقالات ذات صلة
التصنيفات

لا ردود حتى الان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *